التخصصات والميول المهنية: اختيارات شخصية.. مرتبطة بالنجاح الوظيفي بعد سنوات الدراسة


مع سباق الدخول للجامعات والتعليم العالي من قبل الطلاب، تتزايد الكثير من المهام والمسؤوليات على الطالب الجامعي في اختيار التخصص الملائم لأفكاره وميوله وشغفه، إذ يعد ذلك أمرًا في غاية الأهمية على اعتبار أن هذا التخصص سيكون رفيقه طيلة مشوار سنوات رحلته الدراسية في الجامعة، حيث يُعزز الاختيار الصائب الوصول لكافة المستهدفات التي يرسمها الطالب لمستقبله الدراسي والمهني أيضًا.
ويؤكد أكاديميون وخبراء أن قرار اختيار التخصص يُعد من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته ، وإن مثل هذه القرارات تزداد أهمية عند الواعين لأهمية حياتهم ومستقبلهم والمدركين لمتطلبات الحياة التي تواكب تطورات العصر في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية مما يجعل اختيار التخصص قضية فردية واجتماعية على حد سواء، فهي قضية على مستوى فردي تخص الطالب لأن اختياره لتخصص ما يحدد أموراً أساسية في حياته منها سهولة أو صعوبة الحصول على عمل معين والاستمرارية فيه أو النجاح أو الفشل والرضا أو عدم الرضا عن هذا العمل  المردود المادي المناسب والمكانة الاجتماعية التي يسعى لها الفرد.  أما كونه قضية اجتماعية فلأنه يؤثر في توزيع القوى العاملة في المجتمع ويحدد حاجاته من العاملين في مختلف المجالات ولذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار .
كما يشير متخصصون إلى أن هناك مجموعة من العناصر الأساسية عند التخطيط لاختيار التخصص الدراسي منها :الميول، والاستعدادات، والقدرات، والأهداف، والتخصص وسوق العمل.
وحول عملية اختيار الطالب للتخصص الجامعي، قال ناجع الصميلي - متخصص في الإرشاد الطلابي- إن عملية اختيار التخصص لها أثر كبير في شخصية الفرد وفي حياته الحاضرة والمقبلة، فهي عملية مصيرية حاسمة، تحدد مستقبله، وترسم له معالم النجاح أو الفشل في الحياة، مضيفاً أن اختيار التخصص من أهم القرارات التي يتخذها الفرد بين قرارات كثيرة يتخذها في كل يوم وكل ساعة، مبيناً أن اختيار التخصص الدراسي قرار ذو طابع خاص؛ حيث إن الفرد لا يستطيع أن يتخذه جزافاً، فهذا القرار لا بد أن يراعي ميول الطالب وقدراته وقيمه وسماته الشخصية ومفهومه عن ذاته وتفضيلاته الدراسية، مؤكداً أن الشخص الناجح يهتم بجمع معلومات وافية وشاملة تتعلق بالتخصص، ويفكر في مستقبله الدراسي بشكل مستقل وليس متأثراً بالآخرين، فإذا ما أحسن اختيار التخصص استطاع أن يتكيف مع بيئته الدراسية ومع نفسه، الأمر الذي يساعده على الشعور بالسعادة والرضا والقدرة على أن يحقق ذاته.
وأوضح الصميلي أن اختيار الطالب التخصص المناسب يؤدي إلى عدم اضطراره إلى تغيير تخصصه، بعد أن يكون قد قضى فيه شهوراً أو سنوات، فضلاً عن حالات الفشل التي قد تنتج من سوء الاختيار، وفي كثير من الأحيان نجد أن الطلبة لا يختارون التخصصات الدراسية وفقاً لأسس علمية وموضوعية، أو بناءً على معرفة سابقة بطبيعة هذه التخصصات وموضوعات الدراسة التي يتضمنها ومعرفة سهولتها أو صعوبتها، مضيفاً أن هناك كثيرًا من العادات الخاطئة في اختيار الطالب تخصصه، فهناك من يختاره نظراً لما يتمتع به من شهرة وبريق، وهناك من يلتحق بتخصص معين بناءً على توجيهات الآباء أو نصائحهم، دون أن يأخذ في الحسبان ميوله وقدراته واستعداداته، أو قد يلتحق بتخصص لمجرد أنه رأى زملاء له التحقوا به ونجحوا فيه، وينسى أن هناك فروقاً فردية بين الناس، تجعل ما يناسب فرداً ما قد لا يتناسب مع غيره.


آخر تحديث
5/26/2021 2:48:37 PM