فعاليات وبرامج قطاعات وكالة الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي أثناء "جائحة كورونا"

لم تتوقف عجلة العمل عن المضي قُدمًا نحو المأمول، ورفعت وكالة الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي مشعل التنوير، لتعزز عبر قطاعاتها برامجها وأنشطتها المتنوعة رغم جائحة كورونا التي لم تعطل العمل في الفضاء الإلكتروني، لِتُجنّد الوكالة طاقاتها البشرية والتقنية خدمةً للمستفيدين والتي برهنت على إمكانات هائلة برؤية واستراتيجية علمية مدروسة. واستعدت الوكالة وقطاعاتها منذ اليوم الأول لتعليق الحضور إلى مقرات العمل. لتبدأ استراتيجية العمل عن بُعد باجتماعات مكثفة وخدمات مُقدمة وتواجد على المنصات الالكترونية الخاصة والتحضير المسبق لكافة القطاعات.

شكّلت البنية البشرية والتقنية التي تتمتع بها وكالة الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي ممثّلة في قطاعاتها المختلفة رقمًا مهمًا وفارقًا أبرز بوضوح الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الوكالة، وتم تنفيذ خطة متكاملة للتعامل مع الأزمة تضمن سير وسلاسة العمل عن بعد والتنسيق بشكل دوري وتكثيف الاجتماعات وحلحلة أي عوائق، وهو الأمر الذي انعكس إيجابًا على استخدام التقنية عن بعد ما أثمر في استمرار الأداء بذات الجودة والإتقان. الاهتمام باقتصاد المعرفة من خلال التركيز على مجالات جديدة في التعليم والتدريب ومواكبة التطور السريع في تكنولوجيا المعلومات هو هدف رئيس تسعى إلى تحقيقه الوكالة من خلال ما تمتلكه من إمكانات ودعم كبيرين من إدارة الجامعة.

وتنوعت البرامج والفعاليات والأنشطة التي قدمتها قطاعات وكالة الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي أثناء جائحة كورونا، إذ أطلقت عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر مبادرة "كورونا وتوازن حياتنا" وهي عبارة عن سلسلة من المحاضرات المجانية التي تناولت عددًا من المحاور العلمية والصحية والأسرية والنفسية، واستهدفت المبادرة مشاركة المجتمع وتوعيته وتثقيفه في فترة الحجر المنزلي واستثمار الوقت بالكثير من المعلومات والمحاضرات في جميع جوانب الحياة، وتأتي أهمية المبادرة كواجب توعوي تجاه المجتمع وتنمية مهاراته بإيجاد التوازن في حياتهم. وقدم المحاضرات مجموعة كبيرة من الأكاديميين والمتخصصين في مجالات متنوعة كالطب النفسي والمجتمعي والتنمية والتعليم الإلكتروني وغيرها.

فيما نفّذ معهد البحوث والاستشارات بالتعاون مع عدد من بيوت الخبرة مجموعة من المحاضرات شملت تقديم خدمات تطوعية وتوعوية واستشارية متنوعة شهدت حضورًا وتفاعلا كبيرًا عبر المنصات الافتراضية. وواصل المعهد تقديم لقاءات تثقيفية في مجال المهارات وتنمية الذات تقدم عن بُعد للمجتمع عبر أحد بيوت الخبرة، وبرزت دورة في أساسيات الحوسبة السحابية تهدف إلى تطوير الوظائف والقدرات وإدارة البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات. وتحت عنوان "التخطيط الفعال لإدارة الأزمات" نظّم معهد البحوث والاستشارات ورشة عمل بالتعاون مع بيت الخبرة كفاءة للإبداع وذكاء الأعمال، كما وقع المعهد بالتعاون مع بيت الخبرة مكتب الدرع العربي للاستشارات المائية عقدًا مع إحدى الشركات المتخصصة في المجال الهندسي وذلك لتنفيذ دراسات علمية ميدانية لأحد المواقع بمدينة جدة.

كما استطاع مركز الابتكار والتصنيع بجامعة الملك عبدالعزيز أن يقدم عملًا نوعيًا أثناء جائحة كورونا، إذ تمكّن من تصنيع المئات من الأقنعة الواقية للوجه بالتعاون مع المستشفى الجامعي، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمركز أكثر من 50 قناع واقي للوجه ويمكن زيادتها إذا دعت الحاجة بإضافة طابعات أخرى لخط الإنتاج. وضمن الشراكة بين جمعية زمزم وجامعة الملك عبدالعزيز ممثّلة بوكالة الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي ومركز الابتكار والتصنيع استلمت الجمعية على 3 مراحل 400 قناع واقي للوجه و700 غيار للممارسين الصحيين. هذا ويهدف المركز إلى نقل ثقافة التصنيع للمجتمع وتحويل الأفكار إلى واقع وتطوير طرق لربط المناهج بالتطبيق لتعليم مبتكر.

وعبر سلسلة من الجلسات واللقاءات وورش العمل واصل مركز الإبداع وريادة الأعمال فعالياته أثناء جائحة كورونا، ضمن لقاءات التوعية والتوجيه للطلاب والطالبات والمهتمين بريادة الأعمال، وخلال لقاء" جلسة حوارية في ريادة الأعمال" تضمن الحديث موضوعات وأفكار وخبرات يتوجّب على رواد الأعمال معرفتها في بداية رحلتهم العملية، ولقاء  "دلني على السوق" المتضمن معلومات ونصائح لرواد الأعمال، فيما كانت محاضرة "الإجراءات القانونية للمشاريع الناشئة " أحد أهم المحاضرات باعتبارها تحدد الكثير من المحاذير وترسم الأطر القانونية لرواد الأعمال.

ونوّع المركز من لقاءاته ومحاضراته الافتراضية ليخدم بذلك شريحة مهمة من المهتمين، إذ عقد لقاءً بعنوان "من أين نبدأ في المشروع الريادي" وآخر في "ريادة الأعمال من الفكرة إلى التأسيس"، وناقش لقاء " مستقبل ريادة الأعمال ما بعد الأزمة" المستجدات التي فرضها انتشار فيروس كورونا على الحياة اليومية، وما نتج عنه من تغيرات في سلوكيات المستهلكين وما فتحه ذلك من فرص جديدة للشركات والمنتجات والمختلفة لتلبية الاحتياجات الجديدة للأسواق، وما يتطلبه الموقف من رواد الأعمال من الاستجابة الإيجابية.

وقدم مركز إعداد قيادات المستقبل مجموعة من الفعاليات إذ دشّن أمسية رمضانية في "القيادة الرقمية خلال الأزمات" تحدثت عن تبنّي التحول الرقمي والقدرات القيادية للنجاح في العالم الرقمي، وسمات القيادة الرقمية. ومن خلال "نادي القيادة" الذي يشرف عليه المركز، عقد النادي عدد من الفعاليات مثل مسابقة "بودكاست نادي القيادة" وهو برنامج صوتي يهدف إلى بناء شخصيات الطلبة الجامعيين وتمكينهم من مهارات القيادة والنجاح المهني من خلال استضافة مختصين في مجالات القيادة والنجاح من أكاديميين وأصحاب تجارب ناجحة.

فيما أطلقت شركة وادي جدة مبادرة بعنوان "استثمر واستمر" وهدفها تطوير المعرفة والمهارات والقدرات الإبداعية للشباب والنساء عبر التدريب الإلكتروني واستثمار الوقت عن بعد أثناء جائحة كورونا، وتم إنشاء 40 لقاء عبر الفضاء الإلكتروني من خلال مدربين متخصصين في مختلف النشاطات والتخصصات وتسعى دائمًا شركة وادي جدة للتطوير المستمر في التعليم وتقديم الخدمات المناسبة لجميع الفئات.

ولم تمنع جائحة كورونا الإدارة العامة للمسؤولية الاجتماعية من مواصلة العمل والإنجاز إذ أعلنت أسماء الفائزين بجائزة مدير الجامعة للتميز في خدمة المجتمع للعام 1440-1441هـ في فئة الطلاب والطالبات والإداريين وأعضاء هيئة التدريس والقطاعات، إذ تهدف الجائزة إلى بناء مجتمع متعاون وسباق للخير، كما أنها تعمل على تشجيع قطاعات ومنسوبي الجامعة على التنافس في تقديم خدمات مجتمعية وتهيئة العمل الإبداعي في خدمة المجتمع، وإبراز إنجازات وجهود منسوبي الجامعة المتميزين في مجالاتهم التطوعية في خدمة المجتمع.

كما دشن الوقف العلمي أثناء جائحة كورونا حملته السنوية "قوافل أصدقاء البيئة" تحت شعار مسؤوليتك البيئية جزء من سلامتك الصحية، وهي حملة لتدوير الورق في عدد من أحياء مدينة جدة تساعد على حماية البيئة من التلوث الناجم عن احتراق الورق ونشر الوعي بين فئات المجتمع بأهمية التوجّه لاستخدام الورق المعاد تصنيعه وصولًا لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع. واستمرت الفعاليات في تقديم عدد من الدورات عبر الفضاء الإلكتروني أهمها دورة "صياغة الوثيقة الوقفية" كانت محاورها في أهمية توثيق وصياغة واستدامة الأوقاف وإجراءات التوثيق للأفراد والقطاعات الغير ربحية، ودورة "صناعة الأنشطة القيمية والتربوية" تحدثت عن مفهوم بناء الأنشطة القيمية والتربوية ومنهجياتها. بالإضافة إلى دورة "صناعة الشخصية القيادية" وناقشت فنون وأنماط القيادة وخصائص الفريق الفعال. وكان مركز المبدعون قد أطلق سلسلة برامج التميز المؤسسي عن بعد تضمنت 4 دورات تدريبية هي التخطيط الاستراتيجي باستخدام بطاقة الأداء المتوازن وبناء مؤشرات قياس الأداء وبناء المبادرات وبناء تقارير الأداء المؤسسي، تم تقديم هذه الدورات خلال 34 ساعة تدريبية.

عبر هذه السلسلة من البرامج والفعاليات والأنشطة قدمت وكالة الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي خدماتها من خلال قطاعاتها تعزيزًا لأهدافها في خدمة المجتمع داخل وخارج الجامعة خلال أزمة كورونا سائلين المولى أن ينفع بهذه الجهود ويجعلها مباركة.