برز مفهوم إدارة المعرفة كأحد المفاهيم الإدارية الحديثة التي تحرص المنظمات على تطبيقها لتحقيق الميزة التنافسية، وذلك من خلال الاستفادة مما تقدمه الموارد البشرية من قدرات ومهارات، عن طريق استقطاب المعارف التي لدى العاملين وخزنها وتنظيمها ثم مشاركتها.
تُعرَّف إدارة المعرفة (Knowledge management) على أنَّها مجموعة من العمليّات التي تتمّ داخل المُنظَّمة، حيث تُساعد على إيجاد المعرفة، وتوليدها، واستخدامها، وتنظيمها، ثمّ المقدرة على نَشْرها، واستخدامها في الأنشطة الإداريّة المختلفة، واتّخاذ القرارات، وحلِّ المشكلات، وتُعرَّف أيضاً على أنَّها الوعي بثقافة المُنظَّمة، والمقدرة على كَسْب ومشاركة الخبرة الجماعيّة وذلك لتحقيق أهداف المُنظَّمة ورسالتها.
وترتكز إدارة المعرفة على عدد من العناصر هي الاستراتيجية، والقوة البشرية والتكنولوجيا والعمليات.
وتسهم إدارة المعرفة في المنظمة في تسهيل عملية اتخاذ القرار من خلال البيانات التي توفر للإدارة قدراً كبيراً من المعلومات التي تُمكّن المنظمة من اتخاذ قرارات ذات جودة عالية، حيث يكون بإمكان الموظفين التحسين من الجودة والسرعة في اتخاذ القرار من خلال قدرتهم على الوصول إلى المعرفة والمعلومات حين حاجتهم إليها والقدرة على تبادل الآراء والخبرات المختلفة، فإدارة المعرفة وأنظمتها تجعل من عملية اتخاذ القرارات أفضل وأكثر حكمة.
غير أن إدارة المعرفة تصطدم بالعديد من المعوقات التي تعيق عملها بشكل صحيح، إذ تم تحديد عنصر غياب الكادر المُؤهَّل لأداء مهامّ، ووظائف إدارة المعرفة وعدم التشجيع من قِبَل ثقافة المُنظَّمة على المشاركة في عمليّات المعرفة، كأهم المعوقات، بالإضافة إلى عدم الإدراك الكافي لفوائد إدارة المعرفة، ومفهومها، وعمليّاتها، وسيادة المركزيّة الإداريّة التي تُعرقل عمليّة تبادل المعرفة، ونَقلها، فضلا عن الشعور بأنّ إشراك الآخرين في المعرفة أمرٌ لا يؤدّي إلى تحقيق المنفعة والمصلحة.
فيما تحقق إدارة المعرفة أثرًا هامًا في مساعدة المنظمات على الاستفادة والتعلم من التجارب والأخطاء السابقة، والمساهمة في تطوير قدرة المنظمة على الابتكار، وتعزيز قدرة المنظمة على حفظ المعرفة والكفاءات التي تمتلكها خوفاً من النسخ أو الضياع، وتعزيز إمكانية المنظمة على استبدال المعرفة القديمة، وتطوير الكفاءات والمهارات الصحيحة على المدى الطويل، بالإضافة إلى إدارة واستغلال المعرفة المتاحة بكفاءة.