جائحة كورونا والتعليم الإلكتروني.. رسم لخارطة طريق بديلة
على الرغم من نمو التعلم عن بُعد وعبر الإنترنت أثناء جائحة كورونا وقبلها، إلا أن هذا الاتجاه يُواجه تحديات كبيرة تبدأ بصعوبة الوصول إلى الإنترنت والأدوات التكنولوجية اللازمة لعملية التعلم الرقمية، وهو أمر أكد اتساع الفجوة الرقمية.
لكن خبراء تعليم يؤكدون أن جائحة كورونا فرصة لإعادة ابتكار مستقبل التعليم ومشكلات النظام التعليمي التقليدي وإمكانات الاستفادة من تكنولوجيا التعليم في علاجها.
وفي مقالة مشتركة عبر موقع المنتدى الاقتصادي العالمي لـ : (كاثي لي) رئيس قطاع الإعلام والترفيه والرياضة بالمنتدى، و (فرح لالاني) أمين المجتمع والترفيه والإعلام وصناعات الترفيه بالمنتدى، فإن بعضُ الآراء تتجه إلى أن التحول المفاجئ وغير المُخطط له نحو التعليم عبر الإنترنت سيُنتج تجربةً سيئة؛ نظرًا لغياب التدريب والتحضير وتأمين إمكانات الاتصالات اللازمة. وتميل بعض وجهات النظر إلى تصور مستقبل يجمع بين التعليم المُباشر والتعليم عبر الإنترنت؛ إذ سيزيد حضور تكنولوجيا التعليم في العملية التعليمية ويتحول التعليم الإلكتروني إلى عنصرٍ تكاملي في التعليم المدرسي، وسيكون لهذا المزيج فوائده منها تحسين طرق التواصل مع الطلاب من خلال مجموعات الدردشة والمحادثات المرئية والتوصيات ومشاركة المستندات.
وهناك إشارات على نجاح بعض المؤسسات في هذا التحول. وعلى سبيل المثال، نجحت “جامعة زيجيانج” الصينية في تنظيم أكثر من خمسة آلاف دورة عبر الإنترنت خلال أسبوعين فقط باستخدام برنامج “دينج توك” الخاص بالجامعة. وأطلقت جامعة “إمبريال كوليدج لندن” دورةً تعليمية حول فيروس كورونا عبر موقع “كورسيرا” للدورات عبر الإنترنت، واجتذبت الدورة أكبر عدد من الطلاب على موقع “كورسيرا” في هذا العام.
وتطرح الكاتبتان سؤالاً مهما: ما مدى فعالية التعليم الإلكتروني؟
لتستطردان بقولهما: تُشير بعض الأدلة إلى أن التعليم الإلكتروني قد يفوق التعليم التقليدي كفاءةً؛ وبينت دراسات أنه في المتوسط يستطيع الطلاب استيعاب المواد التعليمية على الإنترنت بنسبةٍ تتراوح بين 25% و60% مقارنةً بنسبة 8% إلى 10% داخل الفصول الدراسية. كما يستهلك التعلم عن بُعد وقتًا أقل بنسبة 40-60% من الطرق التقليدية في الفصول، وذلك لأن باستطاعة كل طالب تنظيم عملية التعلم وفقًا لاحتياجاته الخاصة وإعادة الاستماع والقراءة بقدر احتياجاته.
ومع هذا، فإن كفاءةَ التعليم عن بُعد تختلف بين المجموعات العمرية المختلفة. وبشكلٍ عام، فإن الأطفال الأصغر سنًا يحتاجون إلى بيئة أكثر تنظيمًا بسبب سهولة تعرضهم لتشتت الانتباه، وهناك مخاوف من تضرر مهارات القراءة لدى الأطفال بسبب ابتعادهم عن الفصول الدراسية لشهورٍ مُتتالية في ظل الإغلاق.
ويتطلب تحقيق الفائدة الكاملة من التعلم عبر الإنترنت جهودًا مُنسَّقة لتوفير بنية مُنظمة لا تكتفي بتوفير المحادثات عبر الفيديو. كما يُمكن الاستعانة بأدوات التفاعل والمشاركة التي تُعزز الشمول والتخصيص والذكاء. واستنادًا إلى نتائج الدراسات التي أثبتت تعلم الأطفال بشكلٍ أكبر وأعمق من خلال حواسيبهم، ينبغي توظيف التكنولوجيا في جعل عملية التعلم أكثر إمتاعًا وتأثيرًا في الأطفال من خلال الاستخدام الذكي للألعاب.
وتضيف الكاتبتان بقولهما: في كل الأحوال تُمثِّل جائحة كورونا فرصة لبحث مستقبل التعليم؛ فكثيرًا ما تُشكِّل الأحداث العالمية الكبرى نقطة تحول دافعة نحو الابتكار السريع، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك انتشار التجارة الإلكترونية في مرحلة ما بعد تفشي فيروس سارس. وإذا كان لا يزال مِن المُبكِّر تحديد أزمة كورونا على التعليم الإلكتروني، إلا أن التعليم يُعد بين القطاعات القليلة التي تستمر في اجتذاب الاهتمام والاستثمار، كما كشفت الأزمة الأهمية البالغة لدور الجامعات ومُشاركة المعرفة والتعاون العلمي عبر الحدود. وإذا كان هناك ثمة دور لتكنولوجيا التعلم عن بُعد، فمن الضروري استكشاف كامل إمكاناتها وتذليل الصعوبات أمام الاستفادة منها.
|
آخر تحديث
2/21/2021 10:30:27 AM
|
|
|